U3F1ZWV6ZTU1ODMyMTM5Mzk0OTkwX0ZyZWUzNTIyMzc0MTM4MzY2OA==

فتنة الدهيماء والمهدي والاحداث







فتنة الدهيماء

ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، قال: ثنا أبو داود الحفري، عن بدر بن عثمان، عن عامر، عن رجل، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "يكون في هذه الأمة أربع فتنٍ في آخرها الفناء".

حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي، ثنا أبو المغيرة، قال: حدثني عبد اللّه بن سالم، قال: حدثني العلاء بن عتبة، عن عمير بن هانىء العنسي قال: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:

كنا قعوداً عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يارسول اللّه، وما فتنة الأحلاس؟ قال: "هي هربٌ وحربٌ، ثمَّ فتنة السَّرَّاء دخنها من تحت قدمي رجلٍ من أهل بيتي يزعم أنه منِّي وليس منِّي، وإنّما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجلٍ كوركٍ على ضلعٍ ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلا لطمته لطمةً، فإِذا قيل انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإِذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده".

 حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا ابن فروخ، قال: أخبرني أسامة بن زيد، قال: أخبرني ابنٌ لقبيصة بن ذؤيب، عن أبيه قال:

قال حذيفة بن اليمان: واللّه ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا؟ واللّه ما ترك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلثمائة فصاعداً إلا قد سماه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته.

حدثنا مسدد، قال: ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن سبيع بن خالد قال:


أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالاً فدخلت المسجد، فإِذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز، قال: قلت: من هذا؟ فتجهَّمني القوم وقالوا: أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون، إني قلت: يارسول اللّه، أرأيت هذا الخير الذي أعطانا اللّه تعالى أيكون بعده شرٌ كما كان قبله؟ قال: "نعم" قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: "السيف" [قال قتيبة في حديثه قلت: وهل للسيف يعني من بقية؟ قال: نعم. قال: قلت ماذا؟ قال هدنة على دخن قال: ] قلت: يارسول اللّه، ثم ماذا يكون؟ قال: "إن كان للّه تعالى خليفةٌ في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه، وإلا فمت وأنت عاضٌّ بجذل شجرةٍ" قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدجال معه هرٌ ونارٌ، فمن وقع في ناره وجب أجره وحطَّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحطَّ أجره" قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم هي قيام الساعة".




نحن الآن في الزمن المضارع و لازلنا نغوص أكثر و أكثر في الفتنة الثالثة من الفتن الكبرى الأربعة و كما أن أشد لحظات الليل ظلمة هي تلك التي تكون قبيل بزوغ الفجر فكذلك الحال بالنسبة لفتنة الدهيماء ستشهد الأيام الأخيرة لهذه الفتنة انهيار الحكم الجبري الحالي ثم ظهور المهدي و عودة الخلافة على منهاج النبوة من أجل ذلك سنتحدث بالتفصيل عنها ، ولكن من المستحسن أن نتذكر قبل ذلك حديث الفتن الأربعة في عمر الأمة ، وهو الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث قال:
كنا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قعودًا فذكر الفتنَ فعظمها ( و أكثر ذكرَها ) 1- حتى ذكر فتنةَ الأحلاسِ . فقال قائلٌ : يا رسولَ اللهِ وما فتنةُ الأحلاسِ ؟ قال : هي فتنةُ هرَبٍ وحرْبٍ 2- ثم فتنةُ السَّرَّاءِ دخَلُها أو دخَنُها مِنْ تحت قدمَي رجلٍ مِنْ أهلِ بيتي يزعمُ أنه مِنِّي وليس مِنِّي إنما وليِّيَ المتـقـونَ ثم يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كورِكٍ على ضِلَعٍ 3- ثم فتنةُ الدُّهَيماءِ : لا تدَعُ أحدًا مِنْ هذه الأمةِ إلا لطَمتْه لطمةً فإذا قيل انقطعتْ تمادتْ يُصبِحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويُمسى كافرًا حتى يصيرَ الناسُ إلى فُسطاطَينِ فُسطاطُ إيمانٍ لا نفاقَ فيه وفُسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه . 4- إذا كان ذاكم فانتظِروا الدجَّالَ مِنَ اليومِ أو غدٍ.
و عن عمير بن هانئ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 1- فتنة الأحلاس فيها حرب وهرب 2- وفتنة السراء يخرج دخنها من تحت قدمي رجل يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل (كورك على ضلع ) 3- ثم يكون فتنة الدهم كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته يقاتل فيها لا يدرى على حق يقاتل أم على باطل فلا يزالون كذلك حتى يصيروا إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه 4- فإذا هما اجتمعا فأبصر الدجال اليوم أو غدا.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون بعدي فتن منها 1- فتنة الأحلاس يكون فيها حرب وهرب (إشارة إلى فتنة مقتل عثمان ) 2- ثم بعدها فتنة أشد منها (إشارة إلى فتنة السراء ، التي دخنها من تحت قدمي الشريف حسين) 3- ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ، ولا مسلم إلا صكته (إشارة إلى الفتنة الثالثة - فتنة الدهيماء) 4- حتى يخرج رجل من عترتي (إشارة للمهدي الذي سيكون معاصراً لفتنة الدجال)
قال أبو هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع فتن تكون بعدي 1- الأولى تسفك فيها الدماء 2- والثانية يستحل فيها الدماء والأموال 3- والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج و( الرابعة ) عمياء صماء تعرك فيها أمتي عرك الأديم " * و كلمة (الرابعة) هنا هي خطأ في الترقيم من قبل الرواي ، أو ربما سوء حفظ من أحد الرواة ، لأن الفتنة العمياء الصماء هي وصف الفتنة الثالثة التي يستحل فيها الدماء والأموال والفروج ، أي أن الجملة هي متابعة أو استمرار في الوصف لفتنة الدهيماء ، أما فتنة الدجال فهي الفتنة الرابعة
" تأتيكم بعدي أربع فتن الأولى يستحل فيها الدماء والثانية يستحل فيها الدماء والأموال والثالثة يستحل فيها الدماء والأموال والفروج ، صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ تطيف بالشام وتغشى العراق وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها وتعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ثم لا يستطيع أحد من الناس يقول فيها مه مه ثم لا يرفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى" .
" فتنة عمياء مظلمة تمور مور البحر لا يبقى بيت من العرب والعجم إلا ملأته ذلاً وخوفاً تطيف بالشام وتغشى بالعراق وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها تعرك الأمة فيها عرك الأديم ويشتد فيها البلاء حتى ينكر فيها المعروف ويعرف فيها المنكر لا يستطيع أحد يقول مه مه ولا يرقعونها من ناحية إلا تفتقت من ناحية يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا لا ينجو منها إلا من دعا كدعاء الغريق في البحر تدوم إثنى عشر عاماً تنجلي حين تنجلي وقد انحسرت الفرات عن جبل من ذهب فيقتتلون عليها حتى يقتل من كل تسعة سبعة.
قال حذيفة بن اليمان : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فنحن فيه، وجاء بك، فهل بعد هذا الخير من شر كما كان قبله؟ قال: يا حذيفة: تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرات. قال: قلت يا رسول الله: أبعد هذا الخير شر؟ قال: نعم.( إشارة الى فتنة الأحلاس) قلت: فما العصمة منه؟ قال: السيف. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم ، جماعة على أقذاء وهدنة على دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه. (اشارة الى التغيرات النفسية في فتنة السراء التي يربو فها الصغير و يهرم فيها الكبير وتصبح فيها السنة بدعة و البدعة سنة ) قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها (إشارة إلى فتنة الدهيماء) قلت: يا رسول الله: صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت يا رسول الله: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة فالزمه، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فإن لم تر خليفة فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال
هذه عينة من عشرات الأحاديث التي تحدثت عن الفتنة الثالثة الكبرى فما هي خصائص فتنة الدهيماء ومتى دخلت فيها الأمة ؟ و كالعادة ، سنبدأ بالاسم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم سماها بهذا الاسم العبقري و الذي يحتوي لوحده على الكثير من المعاني التي تبين طبيعة هذه الفتنة و خصائصها ..
1- الدهيماء من الدهم ، فهذه الفتنة ليست كسابقتيها الأحلاس و السراء اللتين رأينا أن لهما إرهاصات سبقت اندلاع كل منهما بينما فتنة الدهيماء فهي مختلفة من هذه الناحية ، لأنها تدهم بغتة دون سابق إنذار لقد دهمت هذه الفتنة دهماً المجتمعات العربية و التي كانت لاهية في (سراءها) ، و تعيش عيشاً رتيباً كرتابة المسلسلات التركية الطويلة ، شعوب غافلة ، منهمكة بالترهات ، تتشاحن من أجل مغني تافه في ستار أكاديمي ، و تقطع العلاقات الدبلوماسية من أجل مباراة كرة قدم ، و الناس تهرب من واقعها الجبري إلى عالم افتراضي آخر ، تبني فيه قصورا فوق الرمال .. و فجأة ؛ انتهي مفعول مخدر السراء ، فداهمت الدول العربية ثورات شعبية كبيرة أطاحت في سنة واحدة بأربعة حكام من مرحلة الحكم الجبري
2- الدهيماء كذلك هي تصغير دهماء وهم عامة الناس ، فهي فتنة عامة لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا و تلطمه لطمة و آذاها سيصيب الجميع ، و سيمتد إلى كل الناس وحتى إن أرادوا عدم الاشتراك فيها
3- و الدهماء هم الشعوب ، أو الرعية التي هي وقود الثورات الشعبية ، فهذه الفتنة ستشمل تحركات جماهيرية و شعبية و ستظهر العامة أو الرعية عن ميمونة قال صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرعية واختلفت الأخوان وحرق البيت العتيق ؟ "
4- و من معاني الدهيماء في اللغة العربية المظلمة و السوداء فالناس كأنها تتخبط في الظلام ، لأنها فتن كقطع الليل المظلم . الرؤية ضبابية والمستقبل غامض مظلم خاصة للذين لا يفهمون أحاديث آخر الزمان ، و القلوب تتقلب ما بين حافة الإيمان و شفير الكفر بين يوم وليلة عن الضحاك بن قيس رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم ، فتنا كقطع الدخان ، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه ، يصبح الرجل مؤمنا ، و يمسي كافرا ، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا ، يبيع أقوام خلاقهم و دينهم بعرض من الدنيا " فالحيرة تستبد بقلوب المسلمين فلا يعرفون أهم على حق أم على باطل ، فلا المقتول يعرف فيما قـُتل ولا القاتل يعرف لم يقتل ، فاللبس و الغموض و احتجاب الحقائق يخيم على هذه الفتنة
5- و الدهيماء لا تعني مظلمة بالمعنى المجازي فقط ، بل مظلمة بالمعنى الحرفي للكلمة أيضاً ؛ حيث سيسود الظلام كوكب الأرض في سياق فتنة الدهيماء - عندما سيغشى الناس الدخان المبين - وهذا هو رأيي الشخصي - حيث أرجح و الله أعلم أن تحدث علامة الدخان المبين الذي سيحجب نور الشمس و القمر لأربعين يوم وليلة كما جاء في الأثر الصحيح المنقول عن سيدنا حذيفة خلال إحدى سنوات فتنة الدهيماء ، ولاسيما السنوات الأخيرة لأن الدخان هو العلامة الأولى من العلامات العشر الكبرى للساعة و هذه العلامة ستحدث قبل الدجال الذي يعاصر المهدي و الذي سيظهر في الأيام الأخيرة لفتنة الدهيماء ، لذلك لابد أن تحدث العلامة الأولى قبل خروج الدجال ، و الدخان أشبهه بيوم قيامة مصغر ، و الفرصة الأخيرة للبشرية قبل البطشة الكبرى وعلى الأغلب سيزول جزء كبير من التكنولوجيا نتيجة الحدث الكوني الذي سيعصف بالكوكب الأزرق في السنوات الأخيرة للدهيماء ، ويؤدي إلى دمار محطات توليد الكهرباء و يعم الظلام الأرض
6- والدهيماء هي أيضاً من الدهيم وهو اسم ناقة كانت معروفة في الجاهلية و صارت مضرب مثل للدهاء عند العرب، فالدهاء و المكر و المؤامرات ستكون صفة ملازمة في سنوات فتنة الدهيماء السوداء وهناك معاني أخرى كلها مستنبطة فقط من الاسم العبقري الذي أطلقه عليها أعظم رجل في العالم و الذي لا تفهمه أمته المصابة بعقدة الخواجة، بل ولم تعد تفهم لغته. و كل هذه المعاني و الخصائص للفتنة نستمدها فقط من الأسم فماذا عن بقية الخصائص التي صرح بها النبي تصريحاً في الأحاديث الكثيرة التي تناولت هذه الفتنة ؟
7 - فتنة الدهيماء هي فتنة عامة لكنها متقطعة بمعنى : هذه الفتنة سوف تعم كل العرب ، لكنها تشتعل في بلد عربي ثم تخبو حتى يظن بأنها انتهت ، ولكنها لا تلبث أن تشتعل من جديد في القطر ذاته أو في قطر عربي آخر " لا يدفعونها من ناحية إلا أنفتقت من ناحية أخرى." و هي كما جاء في الأحاديث التي رواها نعيم بن حماد في الفتن : " فتنة صماء ، عمياء ، مطبقة ، تمور مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس ملجأ ، تطوف بالشام ، و تغشى العراق ، و تخبط الجزيرة بيدها و رجلها ، تعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ، ثم لا يستطيع أحد من الناس أن يقول: مه مه ، لا يدفعونها من ناحية إلا أنفتقت من ناحية أخرى." وفي حديث آخر : ليوشكن العراق يعرك عرك الأديم ، و يشق الشام شق الشعرة ، وتفت مصر فت البعرة ، فعندها ينزل الأمر. لكن ضمن هذه الفتنة العامة هناك 3 فتن اقليمية كبيرة فتنة شامية طويلة ، و فتنة شرقية حالقة ، و فتنة غربية مجنونة صماء عمياء
8 - و في هذه الفتنة سوف تستحل الدماء و الأموال و الفروج فعن كَعب الأحبار قَال : " سَتَكُونُ فِتْنَةٌ تُسْتَحَلُّ فِيهَا الدِّمَاءُ وَالأَمْوَالُ وَالْفُرُوجُ ، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةُ الدَّجَّالِ " وجاء في حديث آخر في الفتن لنعيم بن حماد تكون أربع فتن : الأولى يستحل فيها الدم (الأحلاس) و الثانية يستحل فيها الدم و المال (السراء) و الثالثة يستحل فيها الدم و المال و الفرجُ ( و الثالثة طبعاً هي الدهيماء ) و الرابعة الدجال.
9- مدة الفتنة حوالي 20 سنة وسطياً و قد تدوم أكثر من ذلك في بعض الأقاليم ، و أقل من ذلك في أقاليم أخرى في بعض الأقاليم تدوم 12 سنة و في بعضها 18 سنة و في بعضها أكثر من ذلك و كلما قيل انقطعت تمادت و ستطول مدة أطول في الشام حيث ستطوف فيها ، والطواف يعني أن تدور و تدور و تعود إلى نفس المكان و ستتزامن سنوات الفتنة أيضاً مع ما يسميه الإنجيل بالضيقة العظيمة و التي تدوم 7 سنوات و تشمل الغرب و العالم المسيحي أيضاً الفتن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة أربع : فالأولى خمس (سنوات) ، والثانية عشر ، والثالثة عشرون ، والرابعة الدجال " /نعيم بن حماد /
10- هذه الفتنة هي عقوبة من الله عز وجل لرجال الدين (القراء الفسقة) بسبب تجرؤهم على الكذب على الله عز وجل ، و الافتاء بنقيض تعاليم الشريعة إرضاءً للسلاطين ، أو الجماهير ، أو من اجل الدنيا الرخيصة. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه مالم يمالئ قراءها أمراءها ، وما لم يزكي صلحاءها فجارها " فهذه الفتنة دليل على أن الأمة (أو جلها ) بدأت تخرج من كنف الله فهؤلاء (العلماء) يلبسون قناع التدين بينما تخلو قلوبهم من الإيمان ، و يبيعون دينهم من أجل دنيا الحكام الظلمة الكذبة عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة ، و وزراء وأعوان خونة ، وعرفاء ظلمة ، وقراء فسقة ، سيماهم سيما الرهبان وقلوبهم أنتن من الجيف ، أهواؤهم مختلفة ، فيفتح لله لهم فتنة غبراء مظلمة فيتهاوكون فيها والذي نفس محمد بيده لينقضن الإسلام عروة عروة حتى لا يقال.. الله.. الله.. في الأرض "
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، ألسنتهم أحلى من العسل و قلوبهم قلوب الذئاب . يقول الله عز وجل: أبيَّ يغترون ؟! أم عليَّ يجترئون ؟! فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران." و الفتنة التي تجعل الحليم حيراناً التي سيبعثها الله عليهم ليست إلا فتنة الدهيماء التي ستحدث في نهاية المرحلة الجبرية و ستقضي على الملك الجبري وجميع أركانه من فقهاء وعلماء كذبة و أمراء ظلمة ، و وزراء فسقة و قضاة خونة لأن الرسول - صلى الله عليه و سلم - نهى بشكل واضح و قاطع من موالاة هؤلاء الحكام الظلمة ولو بشطر كلمة بل وتبرأ من أي مسلم يفعل ذلك بعبارات واضحة و ساطعة و خطيرة جداً ، تصل إلى حد أن هذا (المسلم ) سيفقد إسلامه مباشرة و سيحرم من شفاعة النبي في الآخرة ومن الورود على حوضه في الجنة بل سوف يكون هؤلاء العلماء و المشايخ الدجالون الذين يجترئون على الكذب على الله عز وجل هم و أول من يحترق بنيرانها ، وهي ستفضحهم و تكشف أهواءهم " يغشيهم الله فتنة يتهاوكون فيها تهاوك اليهود الظلمة" و التهوك : هو السقوط في هوى الردى. " فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله: صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا."
11 - وهذه الفتنة هي عقوبة الله عز وجل للعرب خصوصاً بسبب ظهور الوساخة فيهم و كثرة الخبث ، و المعاصي و إعراضهم عن الإسلام و القعود عن الجهاد ، و قعودهم عن قطع رؤوس الذين يتجرؤون على الكذب على الله عز وجل ، و قعودهم عن نصرة المسلمين الذين يضطهدون و يقتلون لانهم يجهرون بكلمة الحق . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبُ قَتْلَاهَا فِي النَّارِ اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ السَّيْفِ " و في سنوات فتنة الدهيماء ستحدث هلكة العرب يقول حذيفة : "هذه فتن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل ذلك"
12- و هذه الفتنة ستؤدي إلى انتهاء مرحلة الحكم الجبري و دخول من تبقى من الأمة في مرحلة عودة الخلافة الراشدة و تحرير فلسطين و استعادة القدس لتكون عاصمة الخلافة الراشدة الثانية . ففي مرحلة الحكم الجبري المصحوب بمخدر السراء ،كان ثمن هذا الحكم و تلك السراء هو اغتصاب اليهود للقدس ، وعند نهاية هذه المرحلة وبداية مرحلة عودة الخلافة الراشدة بعد فتنة الدهيماء سيتم تحرير المسجد الأقصى وإعادته الى حاضنة الأمة الإسلامية باذن الله . عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ابنَ حَوَالَةَ ! إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتِ الأرضَ المُقَدَّسَةَ ، فقد دَنَتِ الزلازلُ ، والبَلابلُ ، والأمورُ العِظامُ ، والساعةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ من الناسِ من يَدِي هذه مِن رأسِكَ"
13- هذه الفتنة هي لتطهير الأمة و تنقيتها وهي لن تنقشع تماما إلا أثناء الملحمة الكبرى بقيادة المهدي حول حلب ، لأن الناس عندئذ فقط سيكونون قد تميزوا بشكل واضح و تام و نهائي الى فسطاطين لا ثالث لهما .. فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط كفر لا إيمان فيه و من الضروري أن يحدث هذا التمايز الكامل قبل خروج الدجال وقد جاء ذلك في حديث الملحمة بشكل واضخ .. فـيُقتَل ثلثُ هم أفضل الشهداء عند الله ، و ينهزم ثُلُث لا يتوب الله عليهم أبدا (لأنهم من فسطاط الكفر الذي لا إيمان فيه ) و يفتتح الثلث لا يُفتَنون أبداً ( ولن يفتنوا أبداً لأنهم من فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه ) فهذه الفتنة اقتضتها الحكمة الإلهية كي تسقط الاقنعة و لتمييز الخبيث من الطيب ، من أجل أن تخرج الامة كلها بعد ذلك من حالة التفكك و الهوان الذي نحن فيه كما أنها ستلطم كل الأمة ولن تبقى مدينة او اقليم الا و تعركه عركا ، وتشهد لاهل الحق و تفضح اهل الباطل ، و لن تنقشع تماماً إلا في أرض الملحمة حلب .

عن عبدالله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: ((هي فتنة هَرَب وحَرَب ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما وليّي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل: انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد)) (1) والأحلاس: جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير وقال الخطابي: يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها. والحرب: ذهاب المال والأهل، والدهيماء: الداهية التي تدهم الناس بشرها.
تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة