هل تتصور معي أن القرآن ذكر تاريخ وفاة النبي الكريم بالهجري والميلادي؟!
نعلم من كتب السيرة أن النبي الكريم عاش 63 سنة على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: 40 سنة “عمر النبي وقت البعثة”
المرحلةالثانية : 13 سنة “مدة الدعوة في مكة”
المرحلةالثالثة: 10 سنوات “مدة الدعوة في المدينة”… المجموع 63 سنة.
أما المستشرقون فيحددون تاريخ ولادة النبي سنة 570 ميلادية وتاريخ وفاته 632 ميلادية والفرق هو: 632 – 570 = 62 سنة بالسنوات الشمسية.. فهل يمكن أن نجد جميع هذه الأرقام بكل دقة في الآيات التي تحدثت عن وفاة النبي الكريم؟
آيات عديدة تحدثت عن موت النبي صلى الله عليه وسلم مثل: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } [الزمر: 30]. كذلك قوله: { وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } [آل عمران: 144]… ولكن مثل هذه الآيات لا تدل على وفاة النبي الكريم بل تشير إلى أنه سيموت مثل بقية الأحياء.. أما الوفاة فهي تعني الموت مع خروج الروح من الجسد ورجوع النفس إلى خالقها.. كما قال تعالى: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42]… وقال أيضاً: { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ } [السجدة: 11]. لذلك نجد القرآن يستخدم تعبير الوفاة ليخبر عن العمر الذي سيعيشه الإنسان منذ ولادته وحتى موته..
بالنسبة لنبينا عليه الصلاة والسلام نجد ثلاث آيات تتحدث عن وفاته في القرآن وهي:
1- { وَ إِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} [يونس: 46].
2- { وَ إِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} [الرعد: 40].
3- { فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } [غافر: 77].
ولكن أين نجد تاريخ وفاة النبي الكريم في هذه الآيات الثلاث؟
عند تدبر أرقام السور نجد أن الآية الأولى وردت في سورة يونس وترتيبها في المصحف 10 والثانية في سورة الرعد وترتيبها 13 والثالثة في سورة غافر وترتيب هذه السورة في المصحف 40 … والمجموع: 10 + 13 + 40 = 63 وهو عمر النبي الكريم
ولكن هل لاحظتم شيئاً غريباً؟ الأرقام: 10 – 13 – 40 هي بالضبط مراحل النبوية حسب الترتيب ما قبل الوفاة:
من تاريخ الوفاة حتى الهجرة 10 سنوات (وهي سنوات الدعوة في المدينة) ورقم سورة يونس 10
من الهجرة وحتى البعثة هناك 13 سنة وهو رقم سورة الرعد
من البعثة وحتى ميلاد النبي الكريم هناك 40 سنة وهو رقم سورة غافر
الغريب هو أن عدد كلمات السور الثلاثة: يونس والرعد وغافر هو 3906 كلمات وهذا العدد يساوي بالضبط:
3906 = 63 × 62
العدد 63 هو عمر النبي بالسنوات القمرية
العدد 62 هو عمر النبي بالسنوات الشمسية
ويبقى السؤال: هل جاءت هذه الأرقام بالمصادفة؟ ألا تشهد بأن كل كلمة في القرآن قد نزلت بترتيب محكم كما قال تعالى: { الر كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَٰتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود: 1].
تعليقات