صفات أصحاب الإمام المهدي عليه السلام الـ ( 313 )
في الروايات الشريفة أنه إذا أكتمل عدد أصحاب الإمام المهدي عليه السلام الخواص سوف يخرج الإمام صلوات الله عليه وأله لإقامة حكومة العدل الإلهي في الأرض .
ولقد ذكرهم القرأن وأطلق عليهم الأمة المعدودة في قوله تعالى :
(وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) هود)
وهم ( الركن الشديد ) في قوله تعالى :
قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) هود
ففي الروايات أن المعنى لو أن لي بكم قوة المهدي ع أو إلى ركن شديد ( أصحاب المهدي ع
ولكن ماهي صفات هؤلاء الصفوة :
في كتاب الأصول الستة عشر من الأصول الأولية في الروايات وأحاديث أهل البيت عليهم السلام عن زيد، قال :
قلت لأبي عبد الله عليه السلام : نخشى أن لا نكون مؤمنين قال : ولم ذاك ؟ .
فقلت : وذلك إنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام .
فقال : كلا إنكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنين كاملين إذاً لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرت السماء ..
بل والذي نفسي بيده إن في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة ..
ولو أن الدنيا يجمع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم ثم سقط من عنقه ما شعر بها أي شيء كان على عنقه ولا أي شيء سقط منه لهوانها عليهم ..
فهم الخفي عيشهم
المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض
الخميصة بطونهم من الصيام
الذبلة شفاههم من التسبيح
العمش العيون من البكاء
الصفر الوجو من السهر فذلك سيماهم مثلا, ضربه الله في الإنجيل لهم وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى وصفهم فقال :
{ سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ }
عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل ..
هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر ..
المؤثرون على أنفسهم في حال العسر ..
كذلك وصفهم الله فقال:
{ وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
فازوا والله وأفلحوا
إن رأوا مؤمنا أكرموه
وإن رأوا منافقاً هجروه
إذا جنّهم الليل اتخذوا أرض الله فراشاً
والتراب وساداً
واستقبلوا بجباههم الأرض يتضرعون إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار
فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم يشر إليهم بالأصابع
تنكبوا الطرق واتخذوا الماء طيباً وطهوراً
أنفسهم متعوبة وأبدانهم مكدورة والناس منهم في راحة
فهم عند الناس شرار الخلق وعند الله خيار الخلق
إن حدثوا لم يُصدقوا
وإن خطبوا لم يُزوجوا
وإن شهدوا لم يُعرفوا
وإن غابوا لم يفقدوا
قلوبهم خائفة وجلة من الله
ألسنتهم مسجونة وصدورهم وعاء لسر الله ..
إن وجدوا له أهلا نبذوه إليه نبذا
وإن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها وجعلوا على أفواههم أوكية، صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء خزان العلم ومعدن الحلم والحكم وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أكياس يحسبهم المنافق خرساء وعمياء وبلهاء وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله إنهم لأكياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة الله أسكنتهم الخشية لله أوعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسره
فواشوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم يا كرباه لفقدهم .. ويا كشف كرباه لمجالستهم ..
اطلبوهم .. فإن وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة
هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر حليتهم طول السكوت بكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب هم ورّاث الفردوس خالدين فيها ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في النار المحبورون في الجنان فذلك قول أهل النار مالنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار فهم أشرار الخلق عندهم فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم في النار فيقولون يا ليتنا نرد فنكون مثلهم فلقد كانوا هم الأخيار وكنا نحن الأشرار فذلك حسرة لأهل النار. )
هذه هي صفاتهم .. فهل يوجد من بديل لهم ؟ !!!
ومن الصفات ايضا
1- مخلصون: فعن الإمام الجواد عليه السلام: ".. ينتظر خروجه المخلصون.."
2- عابدون: ففي وصفهم ورد: " رجال لا ينامون الليل، لهم دوي كدوي النحل.."
3- ثابتون: فقد وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: " لا يبالون في الله لومة لائم"
4و5- متولّون أولياءه ، متبرئون من أعدائه: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو مقتدٍ به قبل قيامه يتولى وليَّه ويتبرّأ من عدوه "
6- أقوياء: فعن الإمام الصادق عليه السلام: " ما يخرج إلا في أولي قوة " وفي وصفهم قال: " إن قلب رجل منهم أشد من زبر الحديد، لو مرّوا بالجبال الحديد لتدكدكت لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل ".
*7- مجهّزون: فعن الإمام الصادق عليه السلام: " ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته رجوت أن ينسىء في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره ".
*8- غاضبون: " فقد ذكر عن أمير المؤمنين عليه السلام " جيش الغضب " فقال: " أولئك قوم يأتون في آخر الزمان.. أما والله إني لأعرف أميرهم واسمه..ذلك رجل من ذريتي"
9- موحّدون: عنه أيضاً عليه السلام: " يؤلف الله بين قلوبهم ".
10- منظّمون: فعن أمير المؤمنين عليه السلام في وصفهم: " الزي واحد، واللباس واحد، كأنما آباؤهم أب واحد "*
11- مطيعون: ويكمل الإمام عليه السلام في وصفهم بقوله: " يكفونه ما يريد فيهم ".
*12- مبتَلَون: فعن الإمام الصادق عليه السلام: " إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر.. وإن أصحاب القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف يبتلون بمثل ذلك ".
13- فدائيون: وعنه أيضاً في وصفه لهم: " يقونه بأنفسهم في الحروب ".
*14- داعون بالشهادة: عنه أيضاً عليه السلام: " يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله "
هؤلاء هم الانصار..هل نحن منهم؟؟
والحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تعليقات