المهدي المنتظر يثأر لسيدنا الحسين
ثأر الإمام الحسين( رضى الله عنة ) هدفاً للإمام المهدي( رضى الله عنة )
الثأر نوعان ثأرٌ شخصي يقوم به ولي دم المقتول ظلماً وثأرٌ ديني ربّاني وكلاهما من صلاحيات الإمام( رضى الله عنة ) فهو ابن الإمام( رضى الله عنة ) وهو أولى بأخذ الثأر من غيره . وأيضا الثأر الديني الأساسي وهو الحق العام لله عز وجل .وقد جعل الله ثأر الإمام الحسين( رضى الله عنة ) هدفاً للإمام المهدي( رضى الله عنة ) لأنه تجمّعت فيه ظلامات الأنبياء والأئمة ( رضى الله عنة )
كما تجمعت في أعداء الحسين( رضى الله عنة ) صفات الطغاة فقد ورث يزيد وأبوه الطغاة من قابيل وفرعون وهامان الى آخرهم .
قال الله تعالى:
﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾ فقد جعل الله سبحانه حقا لولي الدم وسلطانا للأخذ بالثأر ولكن في قضية الإمام الحسين( رضى الله عنة )
هناك إستثناء فقد قال الإمام الصادق( رضى الله عنة )
في تفسير هذه الآية الكريمة:
أنها نزلت في الحسين( رضى الله عنة ) فلو قتل به أهل الأرض لما كان مسرفا والذين يأخذ منهم الإمام ( رضى الله عنة ) الثأر كل من شرك في قتله فمن رضي بعمل قوم فقد شركهم فيه وفي هذا العصر نسمع بأن مفتي السعودية يقول إن يزيداً هو الخليفة الشرعي ،
معنى هذا أنهم راضون بفعل يزيد عليه اللعنة ويقولون إن الإمام الحسين
( رضى الله عنة ) خرج على الخليفة الشرعي ، ومن يقول ذلك فهو شريك
في دم الحسين( رضى الله عنة )
وإنما يجمع الناس الرضا والسخط فعاقر ناقة ثمود رجلٌ واحد ولكهنم لما رضوا بفعل هذا الرجل فقد جعلهم الله عزوجل شركاء ، فعبَّر عنهم بعقروها والظالمين أيضاً مشمولون بالشراكة لأنهم يفعلون فعل القتلة والمجرمين فهم على نفس الخط المعادي
لأهل البيت ( رضى الله عنة ). ومعنى أنه يقتل ذراري قتلة الحسين( رضى الله عنة )
لأنهم رضوا بفعل آبائهم ,وأما المختار عليه الرحمة فقد أخذ بجزءٍ من الثأر، وأما الثأر الفعلي فهو يقوم به صاحب الزمان( رضى الله عنة ) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لما أسري بي أوحى إليَّ ربي جلَّ جلاله...
فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة، وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرِّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي" عن الإمام الصادق ( رضى الله عنة ) في قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ "إن العامة يقولون نزلت في رسول اللَّه صلى الله عيه وآله وسلم لما أخرجته قريش من مكة، وإنما هي للقائم ( رضى الله عنة ) إذا خرج يطلب بدم الحسين ( رضى الله عنة )...
" وقال الإمام أمير المؤمنين ( رضى الله عنة ) في ثار آل محمد عليهم السلام (ألا وإن لكل دم ثائرا، ولكل حق طالبا، وإن الثائر في دمائنا كالحاكم في حق نفسه، وهو الله الذي لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب. فأقسم بالله يا بني أمية عما قليل لتعرفنها في أيدي غيركم ، وفي دار عدوكم).فقوله إن لكل دم ثائرا يطلب القود والثائر بدمائنا ليس إلا الله وحده، الذي لا يعجزه مطلوب، ولا يفوته هارب. ومعنى قوله ( رضى الله عنة ): (كالحاكم في حق نفسه)، أنه تعالى لا يقصر في طلب دمائنا كالحاكم الذي يحكم لنفسه، فيكون هو القاضي وهو الخصم، فإنه إذا كان كذلك يكون مبالغا جدا في استيفاء حقوقه.فالله عز وجل قد أوكل تلك المهمة إلى حجته على أرضه وخليفته في عباده وجعل ذلك الثائر من صلب الإمام الحسين ( رضى الله عنة ).ولذا فقد ورد في الروايات إن من جملة ما يقوم به الإمام المهدي ( رضى الله عنة )
هو الأخذ بثأر الحسين ( رضى الله عنة )،
فعن الإمام الصادق ( رضى الله عنة ) (ذلك قائم آل محمد يخرج فيقتل بدم الحسين ( رضى الله عنة )، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا، وقوله: فلا يسرف في القتل، لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا.
ثم قال أبو عبد الله ( رضى الله عنة ): يقتل والله ذراري قتلة الحسين ( رضى الله عنة ) بفعال آبائها).وفي الأثر عن أئمتنا عليهم السلام: (إذا ظهر القائم ( رضى الله عنة ) قام بين الركن والمقام وينادي بنداءات خمسة: الأول:
ألا يا أهل العالم أنا الإمام القائم، الثاني:
ألا يا أهل العالم أنا الصمصام المنتقم، الثالث: ألا يا أهل العالم أن جدي الحسين ( رضى الله عنة ) قتلوه عطشان، الرابع: ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين ( رضى الله عنة ) طرحوه عريانا، الخامس: ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين ( رضى الله عنة ) سحقوه عدوانا).وعن أبي جعفر الباقر ( رضى الله عنة ) قال:
(لما قتل جدي الحسين ( رضى الله عنة ) ضجت الملائكة إلى الله عزوجل بالبكاء والنحيب وقالوا إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك فأوحى الله عز وجل إليهم قروا ملائكتي فوعزتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين ( رضى الله عنة ) للملائكة، فسرت الملائكة بذلك، فإذا أحدهم قائم يصلي.
فقال الله عز وجل: بذلك القائم أنتقم منهم).وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، قال:
(زاد الفرات على عهد أمير المؤمنين ( رضى الله عنة ) فركب هو وابناه الحسن والحسين
فمر بثقيف، فقالوا: قد جاء علي يرد الماء، فقال علي ( رضى الله عنة ): أما والله، لأقتلن أنا وابناي هذان، وليبعثن الله رجلا من ولدي في آخر الزمان يطالب بدمائنا، وليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد من حاجة).
لقراءة جميع المقالات التى تتكلم عن سيدنا المهدي من هنا
تعليقات