فتى الشرق صحابي مصر
فى الخمسينيات من القرن الماضى تنبأت عرافة أمريكية شهيرة تدعى جين ديكسون بأن مصر سيتولى حكمها فتى قوى حازم يقيم العدل وينشر الأمن ويصبح سيد العالم، وأسمته فتى الشرق العظيم.. استرعت هذه النبوءة انتباه الرئيس جمال عبدالناصر والذى نظرا لكونه شديد الثقافة فكان ملما ببعض ما كُتب عن علم آخر الزمان فتصور أنه ربما يكون هو المقصود بالنبوءة، فقام بإرسال الأستاذ هيكل إلى أمريكا لمقابلة العرافة والاستيضاح منها لكنها فاجأته بمعلومة أن فتى الشرق العظيم لم يولد بعد وأنه سيولد فى العام 1962.. كثيرة هى الأحاديث الآن عن فتى الشرق العظيم أو صحابي مصر الذي ورد ذكره فى علم اخر الزمان.. ولمن لا يعرف علم اخر الزمان فهو عبارة عن تنبؤات لسيدنا على رضى الله عنه اختصه بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وتضمنت كل ما سيحدث في الكون حتى نهاية الزمان.. هناك من يصدقها وهناك من يكذبها، لكن يعضد صدقه ما ورد عن الإمام محيى الدين بن عربى الإمام الصوفى من نبوءات تخص آخر الزمان، وجفر الإمام أبو العزائم، شيخ الإسلام فخر الدين الرازى، والتى اتفقت مع ما ورد فى كتاب الجفر الأعظم لسيدنا على.. المعروف أن المكاشفة هى إحدى مراحل التصوف حسبما ورد فى كتاب «إحياء علوم الدين» للإمام الغزالي، حيث ينكشف فى تلك المرحلة للمتصوف بعض الأمور الغيبية غير المكتملة..
من أبرز ما تنبأ به كتاب الجفر وحدث بالفعل هو مرور ثلاثة حكام على أرض الكنانة فى آخر الزمان.. المخذول ثم المقتول ثم المعزول.. ثم استفاض أكثر عن المخذول والمقتول فى موضع آخر: «فى عقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة عد خمسا أو ستا يحكم مصر رجل يكنى ناصر يدعوه العرب شجاع العرب»، ويلقبه بـ الخاسر الذى يليه الظافر الذى يُقتل أمام جيشه، فيتضح أن المقصودين هما عبدالناصر والسادات، فبالتالى يكون «المعزول» هو مبارك.. يقول سيدنا علي أيضا: «جند مصر يكسرون رقبة بنى إسرائيل ويثقبون السد فى الأرض المباركة لما قادهم أحمد»، ونعتقد أن سد النهضة المشيد على اراضى مصرية (الأرض المباركة).. وقال أيضا: «عجبا لكم يا أهل مصر بلائكم من تدبيركم، وإليكم تنتهى فتن الأرض بأسرها وتدور عليكم بخيلها ورجلها، فيا ويلكم يوم تجثون المراكب وتودون لو ذهبتم مع من ذهب، وما أعد لكم من خطوب مزعجة وكروب مدلجة إذا سادت السفلاء وارتفعت البطلاء وقوى الظالم وضعف المظلوم وكان الحق بينكم مكتوم».. وهو ما نراه يحدث حاليا من تدهور فى الأوضاع الاقتصادية بسبب سوء تدبير الحكومات المتعاقبة وما نراه من كثرة الفتن الداخلية والخارجية!.. ما أعلمه جيدا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لديها إدارة كاملة مختصة بعلم آخر الزمان وذلك حتى لا تترك أى أمر للمفاجأة مهما كان بسيطا، لكنى لا أعتقد أن إدارة مثلها موجودة لدينا، فقليلون ملمون بهذا العلم فى مصر.. قبل انتخابات 2012 فى مصر تنبأ عراف أمريكي يدعى «جون هوج» بأن مرسى هو الذى سيفوز فى استدعته المخابرات الأمريكية وناقشته طويلا فى هذا الأمر الذى بدا عجيبا لأن الترجيحات وقتها كانت بين عمرو موسى وأبوالفتوح، لكن العراف أصر على نبوءته التي استمدها من دراسته لعلم آخر الزمان، فلما نجح مرسى قامت الوكالة بالتعاقد مع العراف على أن يتفرغ للتنبؤ لمصر فقط.. الجدير بالذكر أيضا أن أوباما استدعى نفس العراف ليخبره عما إذا كان المشير السيسى سيترشح للرئاسة فأكد له وقتها أنه سيترشح وأن كل محاولاتهم لمنع ترشحه لن تجدى!.. الآن عاد الحديث بكثافة عن صحابى مصر أو فتى الشرق العظيم وعن اقتراب ميعاد ظهوره، حيث يقول الجفر إنه سيظهر عندما تشتد الأزمات على المصريين فيقولون «ما أطول هذا العناء»، وقد ذهب بعض المفسرين لتلك النبوءة إلى أن هذا هو بالفعل حال مصر منذ ثورة يناير.. لم يحدد الجفر عام مولد صحابى مصر بوضوح مثلما صرحت به العرافة الأمريكية، لكن الوصف الجسمانى له حسبما ورد فى كتاب الجفر ونبوءات ابن عربى وبقية المتصوفين السالف ذكرهم أنه شديد الطول، وقد يكون هذا هو ما دعا عبدالناصر للاعتقاد بأنه هو، لكن النبوءات الأخرى حددت صفات أخرى شكلية مخالفة لصفات عبدالناصر مثل أنه أهدب الشعر وعجل السير.. النبوءات وصفت صحابى مصر أيضا بأنه «المحارب الرهيب» مما يفيد بأنه ربما سيكون ذا خلفية عسكرية.. فيا ترى من هو فتى الشرق العظيم؟
تعليقات