U3F1ZWV6ZTU1ODMyMTM5Mzk0OTkwX0ZyZWUzNTIyMzc0MTM4MzY2OA==

القوّة الالهيّة عند المهدي المنتظر

 


القوّة الالهيّة عند المهدي المنتظر

القوّة الالهيّة :

هناك سؤال يُطرح كثيراً في أنه كيف يغلب الامام المهدي ( عليه السلام ) ويستولي على العالم ، وكيف تخضع له الحكومات مع امتلاكهم هذه الأسلحة الفتّاكة ، والأجهزة الحديثة ؟

وسرعان ما يتجلّى الجواب إذا عرفنا بأنّه ( عليه السلام ) 

مقرون بلا فصل مع الارادة الربّانيّة التي إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون.

وهو ( عليه السلام ) ممتلك لما فوق السلاح البشري ، 

وما هو أعظم من المصنوع الانساني.

وهو ( عليه السلام ) مزوّدٌ بالقوة الالهية القاهرة ، والمدد السماوي المظفّر ،

 والميراث النبوي الباهر ، وبها يخضع له الكل ، ويهيمن على الجميع ، ويغلب على العالم.

۱ ـ فله الاسم الأعظم الالهي الذي هو معدن القُدرات ، اثنان وسبعون منه (۱).

۲ ـ وله الاسم الالهي الخاص الذي كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اذا جعله بين المسلمين والمشركين ، لم تصل من المشركين الى المسلمين نشابةٌ قط (۲).

۳ ـ وله عصى موسى ( عليه السلام ) التي تأتي بالعجب العُجاب (۳).

٤ ـ وله خاتم سليمان الذي كان اذا لبسه سخر الله تعالى له الملائكة ، والانس والجن ، والطير ، والريح (٤).

٥ ـ وله تابوت بني اسرائيل التي فيها السكينة والعلم والحكمة ، ويدور معها العلم والنبوة والمُلك (٥).

٦ ـ وله امتلاك الرعب في قلوب الاعداء ، يسير معه أمامه وخلفه وعن يمينه وشماله.

ولا يخفى شدّة تأثير هذا الرعب في دهشة العدو ، وعدم تسلطه على استعمال السلاح أساساً (٦).

۷ ـ وله نصرة الله تعالى التي لا يفوقها شيء : ﴿  إِن يَنصُرْ‌كُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾ (۷) فان الله تعالى ينصره حتى بزلازل الارض ، وصواعق السماء.

۸ ـ وله الولاية الالهية العظمي التي جعلها الله تعالى لهم تكويناً وتشريعاً ، كما ثبت بالأدلة المتواترة (۸).

۹ ـ وله الاحتجاجات والحجج الكاملة ، التي يحتج بها بأوصافه وعلائمه الموجودة في التوراة والألواح ، التي تقدمت الاشارة اليها. ثم اقتداء النبي عيسى ( عليه السلام ) به في الصلاة التي توجب خضوع كثير من اليهود والنصارى له (۹).

۱۰ ـ وأخيراً وليس بآخر إرادة الله تعالى القادر القهّار الذي اذا أراد شيئاً لم يتخلف ما أراده طرفة عين ، ولم يحُل بينهما شيءٌ في البين.


وقد أراد ذلك بصريح قوله تعالى : 

﴿ وَنُرِ‌يدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْ‌ضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِ‌ثِينَ ﴾ (۱۰).

وبهذا تعرف أن الامام المهدي ( عليه السلام ) يقوم بالقوّة الإلهية التي لا تقاومها القوة البشريّه مهما بلغت وتطوّرت.

بل لا قدرة للبشرية أمام قدرة الله الغالبة ، حتى يتردد أحدٌ بأنه كيف يتغلب الامام المهدي 

( عليه السلام ) على الأسلحة العصريّة.

وهل في الكون قدرة تقف أمام إله الكون ؟!

وهل للمخلوق قدرة تقوم أمام قدرة الخالق ؟!

فبمثل هذه القوي الالهية يقوم الامام المنتظر ( عليه السلام ) بأمر الله ، ويقيم دولة الله ، فيرث الأرض عباده الصالحون.

وهو من المحتومات الالهية التي لا تبديل لها عند الله تعالى ، كما صرحت به أحاديثنا الشريفة ، مثل حديث أبي حمزة الثمالي :

قال : كنت عند أبي جعفر محمد الباقر ( عليه السلام ) ذات يوم ، فلما تفرق من كان عنده قال لي :

يا أبا حمزة من المحتوم الذي لا تبديل له عند الله قيام قائمنا ، فمن شك فيما أقول لقى الله وهو به كافر وله جاحد ...

يا أبا حمزة من أدركه فلم يسلّم له فما سلّم لمحمد ( صلى الله عليه وآله )

 وعلي ( عليه السلام ) ، وقد حرّم الله عليه الجنّة ، 

ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين » (۱۱).

وقال الامام الباقر ( عليه السلام ) :

لو خرج قائم آل محمد ( عليه السلام ) لنصره الله بالملائكة المسوّمين ، والمردفين ، والمنزلين ، والكروبيين.

يكون جبرائيل أمامه ، وميكائيل عن يمينه ، وإسرافيل عن يساره ، والرعب يسير مسيرة شهر أمامه ، وخلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، والملائكة المقربون حذاه » (۱۲).

وبعد هذه القوة الالهية القاهرة ، ما هو الظن بالقوى البشريّة ، هل تعمل أم تتعطّل ؟!

نعم بالقدرة الالهية الغالبة على كلّ شيء يقوم الامام المنتظر ( عليه السلام ) بالحق ، ويبسط الحق ، ويسير بالحق ، وهي سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) (۱۳).

@@@

الهوامش

۱ ـ اصول الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۳۰.

۲ ـ الارشاد ، ج ۲ ، ص ۱۸۸.

۳ ـ الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۳۱.

٤ ـ الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۳۱.

٥ ـ البحار ، ج ۲٦ ، ص ۲۰۳.

٦ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ۳۰۷.

۷ ـ سورة آل عمران ، الآية ۱٦۰.

۸ ـ لاحظ لبيان الأدلّة كتابنا في رحاب الزيارة الجامعة ، ص ٥۹٥.

۹ ـ راجع احاديثه المتظافرة من الفريقين في منتخب الأثر ، ص ۲۰٦.

۱۰ ـ سورة القصص ، الآية ٥.

۱۱ ـ البحار ، ج ۳٦ ، ص ۳٦۳ ، باب ٤٥ ، حديث ۹.

۱۲ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ۲٤۳.

۱۳ ـ البحار ، ج ٥۲ ، ص ۳٥٤.

 لقراءة جميع المقالات عن المهدي المنتظر على موقعنا من هنا

لقراءة اخر  المقالات عن كوكب الطارق 

 


تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة